برنامج الوكالة الاميركية للتنمية الدولية “بلدي” يطلق الدورة الثانية من مشروع التمويل البلدي الانمائي

أطلق اليوم برنامج “بلدي” لبناء التحالفات للتقدم والتنمية والاستثمار المحلي الممول من السفارة الاميركية الدعوة الثانية لتقديم الطلبات للحصول على دعم محتمل لمشاريع بلدية انمائية وذلك في مركز بيروت سيمبوزيوم في سن الفيل. وقد جرى إطلاق هذا البرنامج  بحضور السفير ديفيد هيل ومدير الادارة المشتركة في وزارة الداخليّة و البلديات العميد الياس خوري.

يقدم مشروع “بلدي” المساعدة للبلديات من خلال توفير منح تنافسية عينية ومساعدة تقنية من أجل تنفيذ أنشطة انمائية مجتمعية. ويعزز هذا الدعم قدرة البلديات على معالجة الاحتياجات الإنمائية الطويلة الامد. ومشاريع “بلدي” هذه سوف يجري تنفيذها  في جميع أنحاء لبنان من خلال مؤسسة كاريتاس لبنان ومؤسسة ورينيه معوض.

أثناء حفل الإطلاق لهذا البرنامج، أعرب السفير هيل عن دعم الحكومة الأميركية للتنمية والازدهار في لبنان مؤكدا أن الولايات المتحدة، من خلال برنامج “بلدي”، تلتزم تقديم إمكانية الوصول إلى الخدمات العامة الموثوقة للبنانيين من كافة المجتمعات، بالاضافة الى المشاركة الفعالة لهذه المجتمعات في صنع القرار على المستوى المحلي.

في العام 2013، أطلق برنامج “بلدي” الدعوة الاولى للبلديات من أجل تقديم طلباتها، والتي أدت الى اختيار 17 مشروعا من 15 منطقة. وقد بلغت قيمة هذه المشاريع ما مجموعه $3.6  مليون دولار، شملت 58 بلدية بالتعاون مع 49 منظمة محلية من أجل إفادة وتحسين سبل العيش لأكثر من 100،000 شخص، وذلك بحلول نهاية البرنامج في العام 2017. وعلى مدار خمس سنوات، يكون برنامج “بلدي” التي تصل قيمته الى 26 مليون دولار، قد قدم الدعم الى ما يزيد عن أربعين مشروعا بلديا انمائيا جديدا في لبنان.

تبدأ فترة تقديم الطلبات من 15 كانون الثاني ولغاية  5 أذار 2015. خلال هذه الفترة سوف تقدم 26 ندوة في جميع المناطق اللبنانية حول كيفية تحضير وتقديم الطلبات.  لمزيد من المعلومات حول الندوات وكيفية تقديم الطلبات الرجاء

زيارة الموقع الالكتروني لبرنامج “بلدي”  http://baladi-lebanon.org/en

تجدون أدناه كلمة السفير هيل خلال حفل التدشين

*****************************************

صباح الخير حضرة العميد الياس خوري،

الضيوف الكرام،

رؤساء وأعضاء المجالس البلدية،

أيها الشركاء،

السيدات والسادة.

يسعدني أن أكون هنا اليوم للمشاركة في الاحتفال بمعلم رئيسي من ضمن التزامنا الطويل الأمد باستقرار لبنان وازدهاره. إن إطلاق الجولة الثانية من مشاريع “بلدي” للتنمية البلدية هو شهادة على التزامنا دعم صمود المجتمعات المحلية.

“بلدي” يعني برنامج بناء التحالفات للتقدم والتنمية والاستثمار المحلي. هذا البرنامج الذي ولد في العام 2012، هو أداة جديدة هامة لتعزيز الشراكة اللبنانية – الأميركية من أجل دعم التنمية في لبنان. ومن خلال “بلدي”، نعمل معا في شراكة مع البلديات لدعم البرامج التي تبادر بها البلديات أنفسها، وتصممها وتعمل على تنفيذها.

في الدعوة الأولى لتقديم الطلبات من قبل البلديات في العام 2013، تم اختيار 17 مشروع تنمية اقتصادية محلية في جميع أنحاء لبنان، من عكار في الشمال إلى مدينة صور في الجنوب.  ومع التمويل والدعم الفني الذي قدمه برنامج “بلدي” ، شارك نحو من 58 بلدية في تصميم وتنفيذ مشاريع هامة، تعكس التعددية في لبنان والطرق المتعددة التي من خلالها يعمل يرنامج  “بلدي” على إحداث التغيير. سواء كانت هذه المشاريع قنوات للري في عكار، أو مستوصف لفحص الدم في المنية-الضنية، أو مركز لإنتاج الحرف اليدوية في صور، أو براد لتخزين التفاح في عيناتا، هذه المشاريع سوف تحسّن حياة أكثر من 100000 مواطن لبناني. وسوف تعزز ليس فقط الاقتصادات الريفية في جميع أنحاء لبنان، إنما ستحسّن أيضا الخدمات العامة، وتعيد الإحساس بالانتماء للمجتمع، وتعمل على البناء للجيل القادم.

يعكس برنامج “بلدي” ايماننا المشترك بدور البلديات في تشكيل مستقبل مزدهر للشعب اللبناني. وقد عملت الولايات المتحدة جنبا إلى جنب مع البلديات والمجتمعات المحلية لأكثر من عقدين من الزمن لمساعدتهم على تحقيق قدراتهم وخلق فرص في التعليم، ومشاريع التمويل الصغيرة، والمياه والصرف الصحي، والزراعة، والحكم الرشيد. ومن خلال استمرارية هذه الشراكة، استفاد اللبنانيون من كل المجتمعات من الحصول على الخدمات العامة الموثوقة والمشاركة الفعالة في صنع القرار على المستوى المحلي. وبالنسبة لكثير من اللبنانيين، أدت مشاريع الوكالة الاميركية للتنمية الدولية USAID الى خلق وظائف جديدة ودعم الشركات المحلية الصغيرة من خلال التدريب والتجهيز، والتي أدت إلى ارتفاع الدخل ومستقبل الأكثر إشراقا.

إنني أودّ أن أثني على جهود البلديات في لبنان ككل، وخاصة تلك الممثلَة هنا اليوم. لقد كنتم دائما العمود الفقري لاقتصاد لبنان ولديكم الكثير لتفخروا به. لقد رأينا بشكل مباشر الطريقة التي تمكنتم خلالها من تجميع مواردكم معا لمواجهة العواصف التي تواجه هذا البلد،سواء ببدء عملية البناء بعد الحرب الأهلية أو باستيعاب  تأثير امتداد الأزمة السورية. إن صلابتكم مثالية وتصميمكم لا يعلى عليه. ونحن نتشارك معكم بالرغبة الملحة والعاجلة بجعل لبنان مكانا أفضل للعيش والعمل.

اليوم، نفتح الباب بشكل أوسع لمزيد من البلديات لتنفيذ مشاريع تنموية من شأنها أن تخدم احتياجات مجتمعاتها، ولكن الأهم مساعدتها على تخفيف  شح الموارد على أثر الأزمة السورية. على مدى العامين الماضيين، والبلديات تواجه تحديات اجتماعية واقتصادية إضافية بسبب تدفق اللاجئين السوريين إلى لبنان. هذه المرة، سوف يركز برنامج “بلدي” على المشاريع التي تستجيب لاحتياجات المجتمعات اللبنانية المضيفة والتي لها تأثير فوري ومستدام. برنامج “بلدي” سوف يساعد أكثر من 40 مشروعا بلديا جديدا في السنوات الثلاث القادمة.

شكرا لكم جميعاً على حضوركم اليوم وأتمنى لكم كل النجاح فيما أنتم تعملون يداً بيد ﻹحداث تغيير ايجابي من خلال إعادة إحياء اقتصادكم وتنشيط ذاك الإحساس بالفخر في داخل مجتمعاتكم. عبر خلق روح الشراكة هذه، إننا نستطيع المساهمة في سلام لبنان وﺇزدهاره كي يبقى وطنا، كما وصفه الشاعر الكبير الراحل سعيد عقل، ” تحت كل ترابه مفاتن مجد “.