شارك اليوم، السفير ديفيد هيل ووزير الزراعة أكرم شهيب، في مؤتمر من أجل تسليط الضوء على التحسينات في صناعة انتاج العسل في لبنان بدعم من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID). وكان أكثر من مائة من المعنيين في تربية النحل، قد حضروا المؤتمر الذي نظمه مشروع “تنمية القطاعات الانتاجية في لبنان” (LIVCD) المموّل من الوكالة الاميركية للتنمية الدولية وذلك في المقر الرئيسي للجامعة اللبنانية في بيروت. وقد لعبت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، على مدى العامين الماضيين، دورا رئيسيا في تحديث صناعة انتاج العسل في لبنان من خلال توفير المعدات والتدريب والمساعدة التقنية لمربي النحل المحليين.
يعمل مشروع “تنمية القطاعات الانتاجية في لبنان” (LIVCD) الممول من الوكالة الاميركية للتنمية الدولية مع القطاع الخاص على مستويات مختلفة لجعل صناعة إنتاج العسل ومعالجته أكثر كفاءة وابتكارا. وقد عزز هذا المشروع الطرق التكنولوجية والممارسات المتعلقة بتربية النحل لأكثر من الف وسبعمائة من مربّي النحل في حوالى سبعين قرية في كافة المناطق اللبنانية.
إن مشروع “تنمية القطاعات الانتاجية في لبنان” (LIVCD) الممول من المبادرة الرئاسية الاميركية “الغذاء للمستقبل”، يستمر على مدى خمس سنوات، بقيمة 41.7 دولار، وهو مصمم لتحسين الرخاء الاقتصادي في لبنان. فهو يؤمن دخلا للشركات الصغيرة ويخلق فرص عمل لسكان الريف، وبشكل خاص، النساء والشباب. يخلق هذا المشروع أيضا علاقات بين المزارعين، والمنتجين، والمستوردين، والمصنعين، ومقدمي الخدمات، والتجار، وناقلي البضائع، وتجار المفرّق، وموضبي البضاعة، والموزعين، والمصدرين، والمستهلكين.
وفيما يلي كلمة السفير ديفيد هيل بالمناسبة:
مساء الخير وشكرا جزيلا. مساء الخير معالي الوزير شهيب، الضيوف الكرام، السيدات والسادة.
يسرني بشكل خاص أن أكون هنا اليوم في الجامعة اللبنانية. وأنا حريص على الاستماع والتعلّم من شركائنا والتأمل في المعالم الرئيسية التي تحققت حتى الآن في مسارنا نحو النمو الاقتصادي المستدام في لبنان من خلال هذا البرنامج.
كما تعلمون، لبنان بلد جميل، وُهِب مناظر طبيعية خلابة، وشعب مبتكر وودود وحميم. واللبنانيون يعتبرون روادا في قطاع الأعمال حيث قاموا، عبر التاريخ، باستخدام معارفهم ومهاراتهم الفنية والتجارية لإقامة مشاريع تبادل تجاري ناجحة. ولطالما كان لبنان مركزا تجاريا وجسرا بين أوروبا والشرق الأوسط مع موقعه الاستراتيجي وخلفيتة في تعدد الثقافات وروح المبادرة.
ولكننا نعلم أيضا ان فترات الاضطرابات السياسية المتكررة، أصبحت تحديا لهذا الازدهار. فالأنشطة الاقتصادية خارج بيروت على الاخص، مثل الزراعة والسياحة الريفية، لم تواكب المنافسة الدولية أو القطاعات الأخرى من الاقتصاد اللبناني. لذلك، تشاركت الولايات المتحدة على مدى السنوات العشر الماضية، العمل مع شركاء محليين لتعزيز الفرص الاقتصادية للمناطق الريفية والزراعية، كي يتسنى لجميع اللبنانيين الازدهار.
إن قطاع الأعمال الزراعية هو من أهم قطاعات الاقتصاد اللبناني، لهذا نحن نعمل على مساعدة المزارعين والمصنِّعين والتجار لأكثر من عقد من الزمن. يعتمد، حوالى نصف عدد المواطنين القاطنين خارج بيروت الكبرى، على الزراعة بشكل مباشر أو غير مباشر، كأحد أشكال دخل الأسرة. وقد ساعدت حكومة الولايات المتحدة على بناء صلات بين أكثر من 650 مزارعا، وموضبا، ومعالجا للبضاعة، وموزعا لها، من أجل توسيع صادرات المنتجات الزراعية المصنّعة في لبنان. لقد عملنا ايضا على تحسين وجودة المختبرات الزراعية وتحديث شهادات الاعتماد لضمان سلامة الغذاء. لقد أطلقت الحكومة الأميركية، في العام 2012، برنامجا بقيمة 42 مليون دولار لتعزيز القيَم التنافسية وتوفير فرص انتاج دخل للشركات الصغيرة. وقد خلقت هذه المبادرة فرص عمل لسكان الريف لا سيما النساء والشباب.
أن تربية النحل وإنتاج العسل كانا محورا خاصا في المساعدات التي تقدمها الحكومة الأميركية. فهدفنا هو مساعدة المجتمعات الريفية في الحفاظ على مصدر مضمون وثابت للدخل، وعلى وجه التحديد إتاحة الفرصة لمربي النحل من أجل كسب عيش مريح دون الحاجة إلى تملّك الأراضي. فمن خلال تربية النحل، يمكننا أن نصل إلى العدد الأكبر من الناس في المناطق الريفية في كافة أنحاء ومجتمعات لبنان.
إن مساعداتنا لصناعة تربية النحل وانتاج العسل تشمل كل القطاع ابتداء من توفير المعدات وإدخال الممارسات الزراعية الابتكارية والتدريب حتى الوصول إلى الأسواق. وعلى سبيل المثال، فقد قدمنا المساعدة في إنشاء أول مركز لتربية ملكة النحل في لبنان، وعملنا على تعزيز القدرة التنافسية والإنتاجية لألف وسبعمائة 1700 مربّ للنحل من خلال تزويدهم بالمعدات والتدريب والدعم. والأهم من ذلك، أننا ساعدنا في بناء علاقات بين مربّي النحل المحليين والمشترين والمصدرين، كما نعمل مع السلطات اللبنانية على وضع الأنظمة التي تحكم جودة إنتاج العسل. وقد تضاعفت صادرات العسل وازداد عدد مربّي النحل بنسبة 14بالمائة.
إن هذه الإحصائيات تبشر بالخير بالنسبة لنمو القطاع الزراعي في لبنان ولكن التعاون الأميركي اللبناني في هذا المجال لا ينتهي هنا، بل سوف نعمل مع القطاع الزراعي في لبنان من أجل الاستمرار في تحفيز الابتكار عبر توفير التدريب والتقنيات الجديدة. وإننا سوف نستمر في استكشاف أسواق جديدة للعسل اللبناني العالي الجدودة. إن القطاع الزراعي هو مصدر جيد لتعزيز النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل في المناطق الريفية اللبنانية.
و في هذا الصدد، أريد أن أشير انني كنت اليوم مع وزير الاقتصاد حكيم وأعلنا معا قرار كان الرئيس أوباما قد اتخذه قبل أسابيع قليلة وهو إعفاء غالبية واسعة من المنتجات اللبنانية من الرسوم والضرائب. لذلك آمل كثيرا أن أرى العسل اللبناني في الولايات المتحدة. أنا لست خبيرا مثل الدكتور مدوَّر، لكنني أعرف شيئا واحدا، وهو أن العسل اللبناني لذيذ جدا. لذلك اعتقد أنه سيكون في أفضل حال في السوق الاميركية.
أود أن أشيد، بشكل خاص، بجهود الوزير أكرم شهيب لنهجه الإيجابي والحيوي في زرع حيوية جديدة في قطاع الزراعة اللبنانية وفي شراكتنا معا. شكرا لكم جميعا على التزامكم استقرار لبنان. نحن هنا اليوم بكامل تصميمنا لجعل القطاع الزراعي أكثر إنتاجية وكفاءة. ليس هناك من هدف بعيد المنال بالنسبة لكم انتم مزارعو شعب لبنان الصامد، وأنا على ثقة بأنكم سوف تحققون هذا الهدف من خلال تصميمكم وخبراتكم ومساهمتكم بشكل فعّال ازدهار لبنان واستقراره . شكرا جزيلا