أقامت السفيرة الأميركية اليزابيث ريتشارد حفل استقبال في الرابع عشر من آذار الحالي من أجل تكريم المرأة اللبنانية وتسليط الضوء على مساهماتها الإيجابية في مجال الأمن وسيادة القانون، وللاحتفال بالادوار الحيوية، والمتنوعة، والإيجابية التي تلعبها المرأة في المجتمع.
جمع الحدث قضاة وأعضاء في النيابة العامة، وأعضاء في قوى الأمن الداخلي، وممثلين عن المنظمات الدولية والسفارات في لبنان. كما حضر وزير الداخلية نهاد المشنوق، ووزير الدولة لشؤون المرأة جان أوغاسابيان وغيرهم من ممثلي الحكومة اللبنانية.
في كلمتها بالمناسبة، سلّطت السفيرة ريتشارد الضوء على أهمية التنوع في ثقافتنا، بما في ذلك الجندرة، والتنوع الثقافي والديني والعرقي، من أجل بناء مجتمعات أقوى وأكثر استقرارا وازدهارا. وأضافت السفيرة، أن العمل مع الناس من مختلف الخلفيات واختلاف وجهات النظر يعزز التوازن والرؤية لدى كل شخص. هذا وانهت كلمتها بالاضاءة على التزام أعضاء قوى الأمن الداخلي والقضاة والمدعين العامين الخدمة العامة ليكونوا قدوة للأجيال الشابة، وأكدت أن الولايات المتحدة ستبقى شريكا قويا في دعم الأمن والاستقرار، وسيادة القانون في لبنان.
وفي ما يلي كلمة السفيرة ريتشارد بالمناسبة:
مساء الخير وشكرا لوجودكم معنا هذا المساء هنا في السفارة الأميركية في منزلي. أهلا وسهلا. أود أن أرحب خاصة بالوزير مشنوق، وزير الداخلية، والوزير أوغاسابيان، والقاضي جان فهد، والقاضي سمير حمود، وطبعا صديقنا العزيز اللواء المتقاعد (إبراهيم) بصبوص. السفراء الكرام، ممثلو المنظمات الدولية ، العسكريون والمسؤولون في قوى الأمن الداخلي، والقضاة، إنه لمن دواعي سروري أن أكون هنا مع العديد من موظفي القطاع العام اللبناني، سواء في إنفاذ القانون أو القضاء.
على الرغم من أن سبب اجتماعنا اليوم هو الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، أعتقد أنه من المهم أن ندرك قيمة التنوع في ثقافاتنا – ليس فقط بين الجنسين إنما أيضا في التنوّع الثقافي والديني والجغرافي والعرقي. إن إدراج وتمكين الناس من خلفيات مختلفة، ومن وجهات نظر مختلفة، يجعل مجتمعاتنا أقوى.
جميع المنظمات – سواء كانت محلية أو وطنية، أوشركات أو حكومات – تكون أفضل أداء عندما يتم إعطاء النساء فرص متساوية للتفوق في المناصب القيادية. لا تزدهر منظمة تحرم نفسها من مواهب نصف السكان. نحن نرى ذلك في الولايات المتحدة، كما نراه في لبنان وفي أنحاء كثيرة أخرى من العالم. فعلى سبيل المثال، الدراسات التي أجراها البنك الدولي، تظهر وجود صلة قوية بين نسبة النساء اللواتي يتم دمجهن في الاعمال والاقتصاد في البلد ، ورخاء هذا البلد واستقراره.
فاليري هدسون، الأستاذة في جامعة تكساس A&M ، بدأت بقيادة مشروع قاعدة بيانات هي الأشمل في العالم عن وضع المرأة في العالم اليوم. يطلق على هذا المشروع اسم حالات النساء WomanStats وكانت نتائجه مثيرة للاهتمام. وهنا علينا الانتباه. فقد أظهرت إحدى النتائج أن أفضل مؤشر على السلام في الأمة ليس مستوى الديمقراطية أو مدى الثروة بل كيفية التعامل مع النساء. إن الديمقراطيات التي لديها مستوى عال من العنف ضد المرأة هي ديمقراطيات غير مستقرة وغير آمنة تماما مثل الدول الغير ديمقراطية.
وأنا أنظر من حولي هنا اليوم، يسرني أن أرى الكثير من القاضيات والمحاميات والنساء اللاتي تمثلن المؤسسات الامنية في لبنان كما يوجد الكثير من ضابطات قوى الأمن الداخلي- اشكركن لوجودكن معنا هنا الليلة.
تعلمون أنني أعلم أن عملية انخراط النساء في قوى الأمن الداخلي تأخرت لعدة سنوات بسبب الحرب الأهلية، وأن خطوة كبيرة إلى الأمام قد تم اتخاذها في العام 2012 مع توظيف 900 امرأة. انتن قادة! وكجزء من جهودنا حول الشرطة المجتمعية بالتعاون مع قوى الأمن الداخلي، فقد تعلمنا أن غالبية المواطنين اللبنانيين الذين شملهم الاستطلاع يجدون، في الواقع، أن ضابطات الشرطة هنّ أكثر ودادا من نظرائهن من الرجال، وأنهم يعتقدون أن ضباط قوى الأمن الداخلي الإناث هنّ قادرات على أداء واجباتهنّ إما “أفضل من ضباط قوى الأمن الداخلي من الذكور” أو “لا يختلفن عنهم”. هذه الردود تثبت ما أشرت اليه سابقا بأن وجود تنوع في المؤسسة يؤدي إلى أداء أفضل في تلك المؤسسة ويجعلها أقوى.
وبالنسبة لوجود القاضيات في القاعة اليوم، فإن رؤية المساهمات التي تبذلونها، يوميا، لأجل سيادة القانون في لبنان لأمر مثير للإعجاب للغاية. وأعتقد أننا جميعا ندرك أن عمل القاضي أو المدعي العام لا يخلو من المخاطر، بما في ذلك التعرض الشخصي والمهني. إنني أهنئكن، والنساء زميلاتكنّ في قوى الأمن الداخلي لشجاعتكنّ وتفانيكنّ في الخدمة العامة حيث أنكنّ تمثلن قدوة لنساء لبنان.
أود أن أختم كلمتي هذا المساء بالتقدم بالشكر لكل منكن على خدماتكن. نحن جميعا نريد أن تكون مجتمعاتنا أكثر سلاما ونريدها أن تزدهر. وكل واحدة منكن هنا الليلة تقوم بدوررئيسي لجعل ذلك حقيقة واقعة. تبقى الولايات المتحدة ملتزمة بشراكتنا، بأمن لبنان وبأمن المنطقة. أمنكم هو أمننا. نحن شركاء معاً، ويمكننا أن نشكل مستقبلاً إيجابياً معا. شكراً جزيلاً لكونكم معنا هنا الليلة لتكريم هؤلاء النساء في قطاعات إنفاذ القانون و القضاء والشرطة. نحن سعيدون بوجودكن هنا.