شارك السفير الأميركي ديفيد هيل اليوم في حفل الافتتاح للمؤتمر الذي نظمته مؤسسة مي شدياق تحت عنوان “نساء على خطوط المواجهة “، وذلك كجزء من احتفالات السفارة الأميركية طوال شهر اذار بشهر تاريخ المرأة واليوم العالمي للمرأة. شاركت السفارة الأميركية برعاية هذا الحدث الذي ركز على القيادات النسائية الملهمة.
فيما يلي كلمة السفير هيل بالمناسبة:
************
صباح الخير. شكرا لك دكتورة شدياق على دعوتي للمشاركة اليوم. إنه لمن دواعي سروري أن أكون هنا فيما تفتتحين السنة الثالثة لمؤتمر “نساء على خطوط المواجهة.” قد تتذكرين، مي، اننا التقينا للمرة الأولى في العام 2008 وكالكثيرين من النساء والرجال، قد تأثرت بشجاعتك وروح القيادة لديك منذ ذلك الوقت. أنك نموذج للقيادات النسائية ليس فقط في لبنان، بل في جميع أنحاء العالم. وهذا المؤتمر يلقي الضوء على الصراع التي تواجهه النساء في كافة أنحاء العالم، وهو مثال آخر على تفانيك في تعزيز حقوق المرأة.
قال وزير الخارجية جون كيري، “إن تقدم المرأة يعكس التقدم البشري، لأن ما من مجتمعﹴ يمكنه أن ينجح إذا ترك نصف أعضائه وراء ظهره.”
في الولايات المتحدة، قطعنا شوطا طويلا ولا يزال أمامنا طريق طويل لنقطعه. إن الطريق النموذجي ليس فقط بوجود كرسي على الطاولة بل بوجود هذا الكرسي على رأسها أيضا. فهناك في الكونغرس 535 عضو 20 بالمائة منهم فقط هم من النساء. اننا لا نزال ننتظر امرأة تكون رئيسة للولايات المتحدة. ومن ضمن رؤساء أفضل 500 شركة أميركية، ليس هناك سوى 23 امرأة. لكن في وزارة الخارجية، حيث أعمل، نحن في وضع أفضل على مستوى القيادة: هناك ثلاثة من وزراء الخارجية الاربعة السابقين كن من النساء اللواتي لم يُعَرَّفن بسبب جنسهن بل بسبب انجازاتهن.
كانت جدتي أول امرأة في عائلتي اكتسبت الحق في التصويت. وقد بدأت النساء الذهاب الى الكليات الجامعية بأرقام قابلة للمقارنة مع أرقام الرجال مع جيل أمي فقط. ولا ازال أذكر عندما كنت طفلا صغيرا في الستينيات سماع أمي تشكو — وبصوت عال بالمناسبة — بأن المصرف التي تتعامل معه يتطلب موافقة أبي على طلبها لبطاقة الائتمان.
لقد رأيت الخطوات التي اتخذها بلدي بالنسبة لحقوق المرأة خلال حياتي من خلال تجارب عائلتي الخاصة. ونحن فخورون بأننا حققنا تقدما، ولكننا ندرك الطريق طويل ولم نقترب بعد من نهايتها.
لقد تأثرت، عبر السنوات التي عملت خلالها في لبنان، بالعديد من القادة اللبنانيين، رجالا ونساء. وكان لي شرف التعرف على بعضهم وعلى اعتبارهم أصدقاء لي. لقد أعجبت بهالة مقصود، السيدة التي كرست حياتها لمناصرة الحقوق المدنية للأميركيين العرب، وعملت على نطاق واسع لصالح المرأة العربية. وكذلك الراحلة لور مغيزل، السيدة التي قاتلت من أجل حق المرأة اللبنانية في الانتخاب والارث وعملت كعضو مؤسس في الجمعية اللبنانية لحقوق الإنسان. ولقد كات لي الشرف بمعرفة نساء لبنانيات أخريات قويات ورائعات منهن هنا اليوم.
في كافة أنحاء العالم نحتفل بشهر تاريخ المرأة في اذار. انها فرصة للتأمل والاحتفال بمساهمات المرأة في التاريخ والمجتمع، ولتحديد ما لا يزال يتعين القيام به. وهذا الجهد لا يقتصر على شهر أذار فقط ولكن طوال العام. فالسفارة الأميركية هنا تعمل كل يوم مع الشركاء اللبنانيين على تعزيز مشاركة المرأة في مجال الأعمال التجارية والمجتمع والسياسة والتعليم. إننا نعمل معا على تقديم المنح الدراسية لطلاب المدارس الرسمية ودورات اللغة الإنجليزية للنساء البالغات، وبرامج التبادل للفتيات في المدارس الثانوية المهتمات في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. إن المساواة بين الجنسين أمر بالغ الأهمية بالنسبة للسياسة الخارجية الاميركية. والاستثمار في النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم هو استثمار في الرخاء والاستقرار والسلام في عالمنا.
إن صعود التطرف العنيف يهدد كل واحد منا، بغض النظر عن الجنس. ومع ذلك، فالتاريخ يبين أن النساء والفتيات يعانين أكثر من الغير في مواجهة العنف. ولكن في الوقت نفسه، يظهر التاريخ أيضا أن قيمنا هي أقوى من أي فكر متطرف، وسوف تسود. ومن بين القيم الأعز لدينا هي المساواة بين الجنسين.
أتمنى لكم جميعا مؤتمرا ناجحا، فيما تناقشون دور المرأة في الحياة السياسية والمالية، والمخاطر التي تواجهها الصحفيات في مناطق الصراع، والقيادات النسائية في العالم الغير الطالب للربح.إنه لشرف لي أن أكون هنا اليوم. شكرا.