كلمة السفيرة الاميركية دوروثي شيا بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الفساد

الكلمة كما تمّ اعدادها

مساء الخير. شكرا لكم جميعا على حضوركم. أردت حقًا أن أغتنم هذه الفرصة اليوم لاحتفل بعملكم وإنجازاتكم في اليوم العالمي لمكافحة الفساد. وسيكون لدي المزيد لأقوله عن ذلك بعد لحظات. 

أولاً، أود أن أؤكد على مدى مركزية مكافحة الفساد بالنسبة للولايات المتحدة. الفساد هو سرطان داخل جسم المجتمعات، مرض يقوض ثقة الجمهور وقدرة الحكومات على العمل لأجل مواطنيها. إن الآثار الضارة للفساد تؤثر على جميع جوانب المجتمع تقريبا، وهي تؤدي إلى الانقسامات والى تفاقم عدم المساواة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، كما تعيق قدرة الدول على الاستجابة لأزمات الصحة العامة أو تقديم التعليم الجيد.  وهي تحط من بيئة الأعمال والفرص الاقتصادية وتحرّك الصراعات وتقوض الثقة بالحكومة. إن أولئك الذين يسيئون استخدام مواقع السلطة لتحقيق مكاسب شخصية لا يسرقون الثروة المادية فحسب، بل يسرقون أيضا كرامة الإنسان ورفاهيته.

 في السادس من كانون الأول، أعلن البيت الأبيض عن “استراتيجية الولايات المتحدة لمكافحة الفساد.” حدّدت الإستراتيجية، للمرة الاولى على الاطلاق، الخطوط العريضة للمقاربة الحكوميّة الشاملة لرفع مستوى مكافحة الفساد، مركّزة بشكل خاص على فهم أفضل واستجابة أبعاد التهديدات العابرة للحدود، بما في ذلك اتخاذ خطوات إضافية للتقليل من قدرة فاعلي الفساد الذين يستخدمون الولايات المتحدة والأنظمة المالية الدولية لإخفاء الأصول وغسل الأموال العائدة إلى أعمال الفساد.  هذه الإستراتيجية تنظم مقاربتنا في إطار خطوط خمسة من الجهود:

  • تحديث وتنسيق وتوفير الموارد في سبيل جهود حكومة الولايات المتحدة لمكافحة الفساد
  • مكافحة التمويل غير المشروع
  • محاسبة الفاعلين
  • الحفاظ على بنية متعددة الأطراف لمكافحة الفساد وتعزيزه
  • تحسين الانخراط الدبلوماسي والاستفادة القصوى من الموارد المخصصة للمساعدات الخارجية لتحقيق أهداف سياسة مكافحة الفساد

اليوم وغدًا، في التاسع والعاشر من شهر كانون الأول، سوف يستضيف الرئيس بايدن قمة افتراضيًة، هي الاولى من قمتين، على مستوى القادة حول الديمقراطية.  سوف تجمع قادة العالم والحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص لتقديم جدول أعمال إيجابي للتجديد الديمقراطي والتصدي لأكبر التهديدات التي تواجه الديمقراطيات اليوم. سوف تدعو القمة العديد من اصحاب المصلحة للمشاركة في “عام من العمل” بشأن ثلاثة مواضيع أساسية: 

  • تعزيز الديمقراطية والعمل ضد الاستبداد
  • معالجة الفساد ومكافحته
  • تعزيز احترام حقوق الإنسان في الوطن والخارج.

القمة حول الديمقراطية هي نقطة اتصال للعالم من اجل إعادة البناء بشكل أفضل ازاء الوباء العالمي ومعالجة التدهور العالمي في المؤسسات الديمقراطية من خلال التزامات حقيقية ونتائج ملموسة. سنعمل معًا لتعزيز المشاركة السياسية الشاملة، والحوكمة الشفافة والمساءلة، والبيئة الحاضنة للمجتمع المدني، واحترام حرية التعبير ووسائل الإعلام المستقلة، وكل هذه هي أساسية لتعزيز المؤسسات الديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان والحريات الأساسية.

الآن، اسمحوا لي أن أعود إلى سبب وجودنا جميعًا هنا اليوم. أنتم قادة، رأس الحربة، في معركتكم ضد الفساد. إنكم تقومون بالعمل الشاق المتمثل في كشفها والإبلاغ عنها ومتابعتها، بالإضافة الى صياغة الأفكار والخيارات والحوار بين المواطنين وتعزيز الإصلاح والشفافية والقيادة المسؤولة. هذا التفاني ليس سهلاً، ويأتي أحيانًا مع مخاطر شخصية كبيرة. وفي اعتقادي هذا يجعل منكم جميعًا أبطالًا.

 أود أن أحيي عملكم اليوم من خلال التعبير عن تقديري بوجه خاص لرياض قبيسي، رئيس وحدة التحقيقات الصحفية في تلفزيون الجديد. بالأمس، ثمّن الوزير بلينكن إنجازات رياض كواحد من إثني عشر بطلًا فقط في مكافحة الفساد حول العالم، ورائد عالمي في مكافحة الفساد. كان رياض الفائز الوحيد من الشرق الأوسط. وقد كتب على جائزة رياض ما يلي:

تحيي وزارة الخارجية الأميركية رياض قبيسي كبطل في مكافحة الفساد لنزاهته وقيادته وشجاعته في مواجهة الفساد في القطاع العام وفضح الرشوة والتهريب من خلال “صحافة المساءلة” في لبنان

 اسمحوا لي أن أختم بالقول إن هذه الجائزة تمثلكم جميعًا. الولايات المتحدة تؤمن بكم وتدعمكم وتريد أن تنخرط معكم في الكفاح العالمي ضد الفساد.